الأمم المتحدة: غزة تتجه للمجاعة وحرمان السكان من المساعدات "قتل عمد"
الأمم المتحدة: غزة تتجه للمجاعة وحرمان السكان من المساعدات "قتل عمد"
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، اليوم الاثنين، أن منظومة الغذاء في قطاع غزة تشهد انهيارًا شاملًا، محذرًا من أن منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين الجائعين يعني "قتل المزيد من الأرواح عمدًا".
وشدّد المكتب الأممي في بيان رسمي، على أن الأسر الفلسطينية باتت تضطر إلى المجازفة بحياتها من أجل تأمين لقمة العيش، وسط نقص حاد في الإمدادات الأساسية وانعدام وسائل الحماية.
وأضاف أن معدلات سوء التغذية الحاد تضاعفت بشكل مخيف بين الأطفال، بينما بات حليب الرضّع شبه مفقود تمامًا في الأسواق ومراكز الإيواء.
تفاقم الكارثة الإنسانية
عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن استيائه الشديد من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مجددًا دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين، وذلك في بيان رسمي نقله المتحدث باسمه، ستيفان دوغاريك، ونشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وأدان الأمين العام بشدة الهجمات المتكررة التي استهدفت مواقع تأوي نازحين، وكذلك المدنيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى الغذاء والماء، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد البيان أن القانون الإنساني الدولي لا لبس فيه، إذ يفرض احترام المدنيين وحمايتهم وضمان إيصال المساعدات الحيوية إليهم دون عوائق.
لا مكان آمناً بالقطاع
رصدت الأمم المتحدة في بيانها أن نحو 30 ألف مدني اضطروا للفرار مجددًا خلال يوم واحد هذا الأسبوع، نتيجة أوامر التهجير القسري التي تصدرها القوات الإسرائيلية في مناطق العمليات العسكرية، دون أن يتوفر لهم مأوى أو دواء أو غذاء أو حتى مياه نظيفة للشرب.
وحذّر غوتيريش من أن غزة تعاني من انقطاع شبه كامل للوقود منذ أكثر من 17 أسبوعًا، ما يهدد بانهيار آخر شرايين الحياة المتبقية في المستشفيات ومراكز المياه والصرف الصحي ومخابز الطوارئ.
وأوضح البيان أن هذا الانقطاع المستمر يعمّق خطر تفشي الأمراض وسوء التغذية، ويُقوّض كل فرص البقاء على قيد الحياة، خاصة للأطفال والنساء وكبار السن.
تحذيرات أممية من كارثة
نبّه مكتب الشؤون الإنسانية في بيانه إلى أن غزة تعاني من مستويات مجاعة غير مسبوقة، تُهدد أرواح مئات الآلاف من السكان المحاصرين، في ظل استمرار منع القوافل الإنسانية من الدخول، وتعطيل توزيع المساعدات من قبل القوات الإسرائيلية.
ووصف المكتب الوضع بأنه "كارثة إنسانية من صنع الإنسان"، مشيرًا إلى أن غياب الوقود والتضييق على الممرات الإنسانية وتدمير البنية التحتية كلها عوامل تؤدي إلى تجويع السكان عمدًا، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأكدت الأمم المتحدة أن هناك حاجة عاجلة لاستئناف العمل الإنساني الفوري، دون شروط سياسية أو عسكرية، لضمان إيصال الغذاء والدواء والماء والوقود للمدنيين الذين يعيشون تحت الحصار والقصف المتواصل منذ أكثر من ثمانية أشهر.
أزمة إنسانية ومأساة جماعية
تأتي هذه التصريحات الأممية في وقت تستمر فيه العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني وجرح ما يزيد على 86 ألفًا، بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، وسط تدمير شامل للمستشفيات والمدارس والأسواق والبنية التحتية.
ورغم قرارات مجلس الأمن الداعية إلى وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات، فإن التنفيذ على الأرض يواجه عراقيل سياسية وأمنية متزايدة، وسط اتهامات لإسرائيل بارتكاب "جرائم تجويع ممنهجة" قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.